المذاهب... ما هي قصة هذه المذاهب ولماذا نحن مختلفون فيها؟
الحقيقة كم ترددت و حاولت تجنب الخوض في هذا الأمر لأنه من الأمور التي تفرقنا بسبب الاختلافات الشكلية...لكن فاض الكيل. لم أعد أطيق موضوع التزمت والتعصب لدى البعض... سأتحدث عن نفسي أولاً... فمنذ كنت بالمدرسة وأنا أجهل أننا نختلف أو أن لنا مسميات ومذاهب مختلفة...لم أكن اهتم كثيرا بهذا الأمر وكل ما كان يهمني هو الشخص الذي أمامي بأخلاقه تعامله أسلوبه والتزامه بغض النظر عن أي أمر آخر، كما كنت وزميلاتي و صديقاتي لا نتطرق بموضوع المذاهب و لم نكن ندري لأي مذهب تنتمي كل واحدة منا. بعد ذلك صرت أميز أننا مختلفون ولو بأمور ثانوية شكلية غير عميقة من ناحية إتباع مذاهب معينة.
عن نفسي لم أرى أني مختلفة ... نظرت إلى ما نفعله و وجدته من صلب الدين... نحتفل كما يحتفل كل المسلمون بالعالم أجمع بالأعياد والمناسبات الدينية المعروفة لا زيادة ولا نقصان.
لكني صرت أرى وأجد كثير من المواقع و من الأشخاص متخصصون في ذم المذاهب... حتى المذهب الذي أنتمي له وجدت عنه ذم بأمور أنا نفسي لا أعرفها ولم أسمع بها ولا تهمني أصلا لأني أعرف أني اتبع الإسلام والقرآن والسنة...ولا اهتم بأمور أخرى جانبية لا تنفعني معرفتها... كما حدث و قرأت عن مذهبي و عن علمائه فما وجدت في سيرتهم إلا كل خير. فما الداعي إلى التجريح والذم بالآخرين؟؟
عموماً ...ما دفعني أن أتحدث الآن ليس دفاعاً عن مذهبي...فهو بنظري لا غبار عليه وإن لم يحدث بيوم وتفاخرت وتعاليت أني من مذهب كذا ولم أسأل أحد يوماً ما هو مذهبه...الغالب أن يتم سؤالي ...العبرة بالناس وليس بالمذهب....فكثيرون رائعون بغض النظر عن انتمائهم لأي مذهب وإن كان به بعض الإشكالات والاستفهامات.
المهم...خلال الفترة الماضية وجدت أن كثيرون لديهم فضول غريب بشأن المذاهب وكثيرون يسألون ما هو مذهبك؟ هل أنتي كذا؟؟
والأغلب أن وضعوني بمذاهب بعيدة كل البعد عن مذهبي....الأغلب بمذهب معين...
هل أنتي شيعية؟؟
كان ردي الابتسامة...لم أعترض صراحة على الأمر... أجل... لست شيعية ولكن أنا لست ضدهم.... لا أدري أساس سبب شك البعض بي وظنهم أني بنت شيعية...لكني لم أرفض بل زدت الأمر أن استخدمت نغمات خاصة بالشيعة... أنا لست ضد أحد وبالعكس أتقبل الآخرين وأحب أن أقترب منهم بود ومحبة...إذا عندي أسئلة ممكن بأدب أن أسألهم. قبل سنوات سألت صديقة شيعية من دولة عربية عن بعض الأمور التي لم أستوعبها لديهم وشرحتها لي... البعض يقول أن الشيعة لا يتقبلون السؤال...ربما ولكن ليس كلهم.
كل من قابلتهن لحد الآن رائعات وقمة في الأدب الذوق الأخلاق واللباقة....صحيح أني لم أتحدث معهن عن شيء يخص مذهبهم ولا أفكر الآن أن اسأل...المهم أني أراهن بنات متميزات خلوقات بغض النظر عن انتمائهن المذهبي.
ما ضايقني أن بعض الناس كان يصرح بعدائه وكراهيته للشيعة و الذم فيهم... لم أستوعب الأمر...مهما كان الاختلاف و الخلاف فلا يجوز أن يصل لهذه المرحلة...
من نحن حتى نحكم على الآخرين؟؟ هل ننوب عن رب العزة في القبول أو الرفض؟؟
تضايقت أن يحدث هذا أمامي ، ولهذا عاندتهم واحتفظت بشيعيتي... أقصد أني أحببت أن أحتفظ بظن الآخرين أني من الشيعة فتعرفت على شيعيات واحتفظ بنغمات شيعية استخدمها دائماً "في موبايلي ملف خاص للنغمات الشيعية"...ولا أتردد أن أقول لمن يسأل: أنا صح مو شيعية بس أنا معهم. "يعني اللي مو عاجبه يشرب من البحر".
كما صادفتني فتاة أخبرتني عن موقف حدث معها ...فطلبت منها ألا تعمم وألا تحكم على الجميع بسبب فئة.
هذه نظرتي للآخرين ... لا أحب التعميم لا أحب الحكم على الآخر بسبب فئة أو بسبب أمور قد لا تكون صحيحة أو قد نفهمها نحن خطأ ، وحتى إن كانت صحيح أمور خاطئة غير منطقية أو بها شبهات وكلام فلا يجوز أن نحكم على الناس العاديين بسببها بل ممكن نناقشهم بأدب جم عنها فالاختلاف لا يفسد للود قضية... مثلها مثل الأجانب الذي يحكمون على الإسلام بسبب فئة ضلت و ابتعدت عن الطريق القويم...فيحكمون أن الإسلام هو السبب و الإسلام منها براء. كذلك الأمر مع المذاهب قد تحمل أمور خطأ أو نراها نحن خطأ ولكن لا يمكن أن نذم الناس ونكرههم بسببها... تعامل مع الآخر و احكم بعدها.
هذه أحد الأمور التي شغلت بالي خلال الفترة الماضية... قلت أشارككم بها... واسمحوا لي فقد وجدت مواقع تثير الضيق و القرف...لأنها تجاوزت الحدود ليس بسبب الذم و التحقير و الادعاءات والكلام الغير لائق على الآخرين بل وصلت لمرحلة التكفير...وكأن الله أوكلهم هذه المهمة... لم أعد أثق بالمعلومات التي أجدها بالمواقع و أحتاج أن أتيقن منها قبل استخدامها.
يكفيني أن أقف أصلي فأجد من حولي يصلون جنبي وإن اختلفت حركاتهم و طريقة صلاتهم...فكلنا نتوجه إلى الله بالصلاة و صلاتنا واحدة ومقبولة كلها إن شاء الله وان بدأت "ظاهرياً" مختلفة...الحمد لله لا نزال نجتمع و نصلي معا جنباً لجنب بغض النظر عن انتمائتنا المذهبية.
أنا مسلمة ويكفيني شرف أن أكون مسلمة بلا تحيز مذهبي أفكر بمنطق و عقل و احكّم عقلي بما أراه صحيح أو خطأ... ولا أضيع وقتي أفتش في أخطاء الآخرين... المهم أن أعرف وأصلح أخطائي قبل النظر إلى الآخرين...