~*~ Oman Sky * ســمــا عُـــمـان ~*~: ... الذي نال ما تمنى

... الذي نال ما تمنى

البرد كان يخيفه في أيام و ساعات التربص الطويلة داخل أطلال المباني التي تعرضت للقصف وفي الأحراش ...موجعه كانت الريح الباردة التي تكتسح الشوارع والساحات وتصل إليه في مكمنة فيرتعد بدنه النحيل وتصطك أسنانه ...لم يهزمه العطش الذي كان يطفئة ببوله ، ولا الجوع الذي تغلب علية ببعض حشائش الأرض ، ولا إغارات الضباع البرية المسعورة التي كانت تسعى خلفه ... فقط البرد ما كان يخيفه ، ولهذا كانت أقصى احلامة ومناه أن ينام: أن ينام نومة طويلة دافئة كما أسر لأمه قبيل أن يتأبط سلاحه و يخرج حتى نال ما تمنى.
بعمره الذي لم يتجاوز 25 سنه ، أدرك خارطة الطريق الصحيح المؤدي الى استرداد الحقوق المسلوبه ، ومعها الكرامه... كما عرف اللغة الصحيحة للتعامل مع خصم لا عهد له ولا ميثاق: الدم بالدم ، وما كان يخشى في حياته الا البرد ، لهذا هرعت اليه امه بعد ان نقلوا جثمانه الطاهر الى المستشفى لتدفيء ضناها وتحمية من برد ثلاحات حفظ الموتى فما كان يخشى سواه ...آه آه آه... يا حرقة القلب الذي يموت في اليوم ألف مره. !
آخر صفحات سجله قبل ان ينطوي كانت تحمل البيانات الاساسية التالية:
الاسم: أحمد سناكره ، الاسم الشائع: أبو السناكر.
العمر: 25 سنه.
الحالة الاجتماعية: أعزب يبحث عن عروس.
الهوية: فلسطيني.
المهنه: مقاتل.
اخر محل اقامه بالدنيا: مخيم بلاطة.
السبب المابشر للوفاة: 46 طلقة رصاص اخترقت كل الجسم.
الهواية: مطاردة و اصطياد الضباع البرية.
الاعداء: البرد.
الحلم: ان ينام نومة طويلة دافئة .
مقر الاقامة الحالي و تحقيق الحلم: في مقعد صدق عند مليك مقتدر!

"الكاتب: شوقي حافظ – جريدة الوطن العمانية"

*=*=*=*=*=*=*=*

لا تعليق على هذا المقال... الدموع فقط هي التي عبرت ، الاوضاع في فلسطين الجميلة و غزة المتوجعه تغلي رغم شدة البرد والاجواء الصعبة ، قصف قتل دمار حرمان مواجع حصار و...و....و
والعرب ...... سعداء منتشون مبتهجون يرقصون ويتباركون بمقدم السيد المبجل بوش وعصابته الملطخة بدماء إخواننا الابرياء....

وما من يد إلا يد الله فوقها *** وما من ظالم إلا سيبلى باظلم

نحن حالنا التي بالفعل يرثى لها لاننا فقدنا الاحساس و الكرامه والشرف و العزة و النخوة... أصبحنا بلا مشاعر او غيرة او حمية....!

من يهن يسهل الهوان علية *** ما لجرح بميت إيلام