رواية الاثنين الأسود بقلم الكاتبة كاثي رايكس
لا أدري ما الذي دفعني لشراء هذه الرواية يومها... هل العنوان هل الشكل هل الفضول ... لا أدري؟؟؟ أتذكر أن عيني وقعت عليها من بين كل الكتب والروايات ... فحملتها واشتريتها مباشرة بدون حتى ان القي نظرة على الملخص. عموماً ... لم اندم عليها ... بدأت فيها قبل أيام وأنهيتها .... شدتني جذبتني ...أحداثها وكأنها مسلسل أو فيلم ... عايشت "تمبرنس رينان" وعلاقاتها وعملها ... صديقتها آن... الحساسيات ما بينها وبين التحري المغرور كلوديل ... وعلاقتها مع آندرو رايان ...هل كان فعلا يخونها مع الفتاة الصغيرة تلك ؟؟؟ هكذا تصورت أنا وكنت أغلي مع غليانها وغضبها... أهم شيء الفتيات !!! عظام فتيات قبو مطعم البيتزا!!! ما قصتهن وماذا جرى لهن؟؟؟ هل هن مجرد فتيات من عصور قديمة أم يحملن قصة ألم معاناة وجريمة لا تغتفر!!!
تفاعلت مع تفاعل تمب... وسعيها المستمر لكشف الحقائق ومعرفه من هن الفتيات!
كنت في قمة التفاعل والانفعال عندما قررت تمب في الجزء الأخير الذهاب وحدها للبيت لرؤية "كيو" و"دي"... يا آلهي!!! كم هي حمقاء ساذجة لتذهب وحدها!!! تظل الأوضاع غير آمنة ... الفتيات كن يعشن في أوضاع إجرامية ربما جردهن من كل مشاعرهن الإنسانية وربما فقدن الإحساس ومعنى الحياة... لم يكن طبيعيات كن بحاجة إلى علاج طويل نفسي وجسدي لإعادة تأهيلهن ودمجهن بالمجتمع الطبيعي من جديد.... ربما مينارد لا يزال يتحكم بهن أو هناك أخر مهووس معتوه يترصد ويريد الانتقام!
عندما وجدت تمب صديقتها آن التي اختفت وكانت تقيم بالدير لتختلي بنفسها ... سألتها بعد أن أخبرتها القصة كاملة هل تريد مرافقتها ... فرافقتها... لكن قهرتني آن... لماذا كانت بمنتهى السذاجة لتلحق ب تمب بعد فترة بسيطة من دخول تمب الحذر للمنزل الموجود فيه الفتيات والذي شهد الرعب والتعذيب...لقد أصرت عليها تمب ألا تأتي حتى لا تفقد معها ثقة البنات بها وحتى إذا جرى أمر خطأ تتصل آن بالشرطة أو رايان.
ازدادت دقات قلبي لما ظهر وجه آنيغ الحقيقي ... إنها قاتلة مجرمة ولم تعد فتاة طبيعية ... كانت نيتها حرق تمب دي وآن... كنت أنا في داخلي استحث دي أو تاوني لتتحرك وتساعد تمب وتحررها من القيود قبل أن يحترقوا جميعا... أعتقد كلمة "ساندرا تنتظرك" فعلت فعل السحر ب تاوني... كانت أخت تاوني ساندرا وأمها ينتظرنها... تحركت تاوني وحررت تمب من القيود... كانت لحظات توتر وضغط شديدة ... وكأني كنت معهم (أتذكر اني فقدت الاحساس بالوقت وكدت أنسى صلاة الظهر من شدة الاندماج)... وبعد خروجهن كنت بداخلي استصرخت تمب...ماذا عن آن؟؟ أين هي؟؟؟ هل ماتت؟؟؟ وبالفعل تذكرت تمب آن ...وعادت للمنزل المحترق لتنقذها لان آنيغ قالت أن الشرطة سيجدون 3 جثث وناجية وحيدة.... آنيغ الناجية والمحترقات تاوني تمب وآن...
بالنهاية ... فرحت أن الحق انتصر وتم التعرف على عظام الفتيات ولمن تعود... وتم دفنهن بما يليق بهن... تاوني مع طبيبتها النفسية زارت تمب بمكتبها وقالت كلمة مؤثرة: (أنا طلبت هذه الزيارة لأني أردتك أن تريني... أردتك أن تريني أنني كائن بشري ولست كائن موضوع في قفص).
المؤسف اختفاء آنيغ ...لم يجدوا لها أي أثر... وكذلك أحد الضحايا الفتيات المفقودات كيمبرلي هاميلتون... لم يجدوا لها أي أثر.
الرواية جداً رهيبة... أبدعت كاثي وهي العالمة بالانثروبولوجيا واستطاعت أن تجعلنا نتفاعل مع الرواية والتي هي جداً قريبة من الواقع بكل ما تحمله من تفاصيل و وحقائق.
عادت بي الذاكرة إلى بعض الأفلام الأمريكية والتي تروي أحيانا قصص واقعية حدثت بالفعل لمجرمين تجردوا من الإنسانية ... أتذكر فيلم لم أتابعه منذ بدايته ولكني فهمت قصته...مجرم احتجز سيدة رهينة وبالأصل هو يحتجز طفله رهينة عنده... أتذكر مقاطع مهمة بالفيلم... قول المجرم للسيدة (لم يسبق احد أن حاول قتلي بواسطة ولاعة!!! ... بالنهاية قتلته بها وأحرقته)... والأمر الأهم...استحثت السيدة تلك الطفلة لتساعدها وتفك قيودها .... كانت كلمة بادجر هي ما جعل الطفلة تعي وتعود وتساعد المرأة. وتعلقت الطفلة بالسيدة... كانت تنادي بادجر بادجر عندما افترقتا واخذوا الفتاة للمستشفى للعلاج النفسي بعد احتجازه. ما يقهر أن المجرم كان من رجال الشرطة!!!
الحمدلله أن مجتمعنا العربي والإسلامي لا يزال متماسك وملتزم... لم نصل لهذه المراحل الفظيعة من الإجرام والوحشية... هناك غزو فكري ورغبة من الحاقدين لزرع الأفكار والمبادئ الدخيلة الوضيعة وإحلال قيمنا العربية النبيلة ومبادئنا الإسلامية الرفيعة بأفكار وأمور غربية قذرة مستوردة...لكن الحمد لله لا تزال هناك فئات من شبابنا وشاباتنا متمسكين ملتزمين ماشين على درب الإسلام والعزة والرفعة والدين والأخلاق لا يحيدون عنه.
فلنحمد الله حمداً كثيراً على سياج الأمان والطمأنينة والاستقرار الذي نحن فيه... لنعتز ونفخر بانتمائنا الإسلامي والعربي.
ودمتم في رعاية الله
|