تجري الأيام بنا ولا نشعر بها نلهث ونتعب من الجري معها نتوقف لنستريح فلا نجد وقت حتى لهذه الراحة لنعود لنفس دائرة المشاغل الدنيوية المنهكة منذ نشرت أخر بوست وأنا الأفكار تراودني لأسطرها ولكن لم أجد وقت وكل مرة أقول: فيما بعد! لاحقاً! ولولا وقفة جادة أتت الآن لما أوجدت البعد واللاحقا هذه خربشات كثيرة كنت أود تسطيرها لكم فتقبلوا مني هذه الدردشات والخربشات لمشاعر ومواقف متباينة............
اليد الآثمة!!! أنا والرسم !!! منذ زمن طويل لم أرجع للرسم ... ولكن بالفترة الماضية رجعت رسمت لوحتين ولكن هيهات فالمستوى عندي قل و بدأت بحق أفقد مهارتي موهبتي وخفه يدي المحترفة في رسم الوجوه. صدف أن صديقة مقربة كان عندها معرض بمكان تعليمي ما هاهنا ... ورغبت مني أن أشارك معها بشيء من رسوماتي... فما كان مني إلا أن أعطيها أحب الرسومات على قلبي كمشاركة بسيطة مني. أحبت هي ما قدمته لها وجعلته بمكان بارز بمعرضها... بعد معرضها ذهبت استرجع رسوماتي... لأنصدم أن يد آثمة مجرمة من طالبة مستهترة غير سوية شوهت بقلم حبر داكن واحدة من أحب وأقرب الرسومات لقلبي....... وقع قلبي حينها لرؤية هذا الإجرام الشنيع .... صديقتي لم تكن تدري ما تقول ولم تكن تعرف بما جرى لرسوماتي... زميلتها قالت أن طالبة من فعلت هذا ولكنها لم تمسك بها!!! تقبلت الأمر ولكن ليس بروح رياضية.... فالأمر أوجعني وتضايقت جدا ... فالرسومات عندي ليست مجرد رسوم على ورق بل لها مكانه بكياني ...جزء مني ... أتذكرون لما صرحت لكم بالموقف مع إخوتي وتمزق كراسة رسوماتي ... انشطر معها قلبي نصفين وأقمت مناحة وبكيت من قلبي ... سبحان الله!!! الشعور لم يتغير ربما الآن أكبر و أعقل من البكاء والهلع والجزع ... لكن انفطار القلب كما هو ... فما أعجبنا عندما نكتشف أننا لا نزال نحتفظ برصيد من مشاعر وأحاسيس لم تقبرها الأيام و تبدل الأحكام!!
حنين لذكرياتي مع مدونتي!!! كنت محتاجه أبحث عن أمر و تذكرت أني كتبت عنه فرجعت أبحث عنه بمدونتي الحقيقة لم أشعر بنفسي إلا وأنا اقرأ وأغوص بما سبق و نشرته من مقالات ومواضيع... كثير منها كدت أنساها عدت اقرأ وكأني لأول مرة اقرأ لنفسي عجباً كم كنت نشطة وكنت لا أزال أحمل ذاك الخيال الجميل لم تكن كثير أمور تشغلني كما أنا الآن فكنت بصدق أسطر بلا رياء وبكل عفوية مشاعر لا أدري كيف عبرت عنها أو أفكار أحببتها الآن ولم أفكر وقتها بها أسأل نفسي: ماذا جرى؟؟؟ ولماذا تغيرت؟؟؟ وهل ما دخل بحياتي من أمور سلبتني ما كنت أحمله أم أضافت إلي أمور جديدة أو ربما أحمال كبيرة؟؟؟ تساؤلات كثيرة وكثير منها فلسفية عن واقعنا وعن قوة بصمات الأحداث والأيام بحياة كل فرد منا ... ومدى قدرة الفرد منا على التعامل والتحمل لكل ما يواجهه من أمور...
أطالب بطلاق ودي!!! أجل هذا ما صرحته لأحد الصديقات... فضحكت بشدة وأنا لم أكن أمزح ... المصطلح كان الأنسب لأقوله لها لتفهم الموضوع وعمق القضية. القصة وما فيها أني وأحد أعز صديقاتي تخاصمنا ... لا تسألوني كيف ولماذا؟؟؟ أنا وحدي لم أجد السبب الجوهري القوي لما جرى ... كل ما أتوقعه سوء فهم مني لها وسوء فهم منها لي لموقف لا يستحق حتى الذكر ... لكنها كبرت الأمر ولم تقبل فكرة النقاش الودي لتصرح كل واحدة منا بما تحمله... فكل واحدة منا تنظر الأمر من منظورها وان الطرف الأخر هو المخطئ ... بديهي جداً أن أقول هي أخطأت بحقي... وبالمقابل تتهمني هي بالمثل!!! ما أثار حفيظتي أن صديقتي تناست كل السنوات التي جمعتنا وكنا فيها أعز الصديقات ... تناست كيف تشاركنا بحمل الأسرار و مساندة بعضنا البعض ... تناست الذكريات الجميلة والمواقف الكثيرة... تناست كل لحظة تشاركنا فيها مهما كانت ... وجعلت الخلاف يطغى عليها لتتمادى ... فكان قراري النهائي أن لا رجعه لصداقتنا ... لكني مع هذا أرفض أن أدع خلاف لا أساس له يفتح المجال لحمل ضغائن وكراهية ... فطلبت من صديقات التدخل لكي نفهم سبب الزعل الأساسي... ولكي أؤكد لهذه الصديقة أنها خسرتني بحق واني لم أكّن لها إلا صدق الأخوة والصداقة الطيبة الخالصة بلا رياء ولا نفاق... لكي أثبت لها ظلمها ... وليكون انفصالنا ودي ونهائي ... ويكون طلاق لا رجعة فيه. مشكلتي الارتباط القوي بالناس... أحب من أتعرف عليهم وأكون معهم صداقات قوية ... الفراق والانفصال يتعبني جدا جدا جدا ولكن هذه هي الحياة ... الأمر الأخر أن هذه التجربة من الانفصال فتحت لي المجال لأكتشف قلوب البعض و لتسقط الأقنعة من المرائين ... فمن أتت تذم صديقتي و تقول لي أحسن لما تركتها ...أفقدتني الثقة بها وأنها فعلا فتاة ذات وجهين.... من تحدثت عن صديقتي بسوء أمامي بديهي أن تذهب لصديقتي وتقول السوء عني... أعجب ممن يزيد النار والشتات والفرقة ... أعجب ممن يحبون رؤية الخصام والتنافر بين الناس.... والقصة متكررة فقد حدثت معي قبل سنوات وهاهي تتكرر بنفس تفاصيلها إلا أنها بالمرة الأولى كانت تمثيلية قمت وأنا وصديقتي بها أما هذه المرة فكانت وللأسف جزء من واقع مخزي يبرهن أن الصداقات الهشة بسهولة تتدمر مع أول هبه ريح خلاف عابرة... والحمد لله على كل حال.
التجارب والمواقف الصعبة!!! كم من السهل أن ننصح الآخرين ممن يمرون بظروف صعبة أو تجربة مريرة أو موقف مدمر... طبيعي ألا نشعر بعمق الجرح والألم والضياع والصدمة لما يعايش ألمه محنته كل لحظة وحين!! لكن ما أن تجد نفسك بنفس الموقف أو قريب منه حتى تدرك أن لا كلام ولا مواساة تقدر أن تخفف عنك ما تمر به ... أن تشعر أن كيانك يطحن ومشاعرك تحرق وأحاسيسك تحتضر... أن تفقد الإحساس بكل ما حولك ولا تدري للوهلة الأولى ما أنت عليه أو فيه أو ما أنت تمر خلاله. أن تشعر انك تائه مشتت لا تدري أين دربك أين تمضي وهل تمضي أم تتوقف. أن تشعر أن لا احد يفهمك ويدرك ما تمر به أو ما تحمله أن تكتشف بالنهاية أن لا أحد يعرف ما تحمله وما تسره أو تعلنه إلا ربك فتجد أن ربك فقط من سيتحمل بوح قلبك ونزيف أدمعك وأنه الوحيد القادر على إناره دربك وتجديد ثقتك بقوة إيمانك وعظيم إصرارك وحسن ظنك. وما خاب من توكل على الرحمان!
ودمتم بخير وسلام!!!!
|