الحقيقة...كنت أظن أن عُمان فقط هي من تعاني الأمرين من هذه الحوادث المروعة التي تخطف شباب بعمر الزهور أو تتركهم معاقين أو في حال يرثى لها... لدرجة صرنا نقول لا داعي أن يأتينا عدو من الخارج...فشباب عُمان يموتون بالحوادث بدون تدخل خارجي... كما أتذكر زميلة ظريفة أيام المدرسة قالت مرة: إذا كل الشباب يموتون في الحوادث...مين راح نتزوج!!! .... وجه نظر معقولة!!
مرت علي كثير من القصص لشباب وشابات...لا يزالون في بداية طريقهم في هذه الحياة ولكن الموت خطفهم بسبب الحوادث والتهور والتي قد يتسبب بها أحد ما.
لا اقدر أن أنسى كثيرون أعرفهم ولو بشكل سطحي سواء بالاسم أو بالشكل...لا أنسى أخت إحدى صديقاتي...قبل سنوات أتت بنفسها لتوصل أختها لحفل التخرج...وغادرت سريعا ...حتى أتذكر أني قلت لتلك الصديقة لماذا لم تدعيها تبقى وتحضر الاحتفال و كذلك لنتعرف عليها...في نهاية الاحتفال استشعرنا أن أمر مهيب حدث في عائلة تلك الصديقة و خاصة لما تلقت هي اتصال من إخوانها لتأتي إلى المنزل مع أحد زميلاتها من نفس الحي...أتذكر كيف توجست و ارتعبت و قالت هناك أمر غير طبيعي...شيء ما حدث في منزلنا...أصوات كثيرة بالمنزل على غير العادة!
أختها المسكينة تعرضت لحادث مروع بسبب أحد المتهورين والضربة كانت شديدة من جهتها... بحيث دخلت في غيبوبة مع أمل ضئيل بالنجاة بسبب تهتك كبير في الأعضاء الداخلية....ذهبت بنفسي وانفطر قلبي لما رأيتها في العناية المركزة مع كل تلك الأجهزة الموصولة بها لدرجة أني لم أتبين ملامحها وهي لا تتحرك مطلقاً... بعد أكثر من أسبوعين توفت الأخت...لتبقى الم و حسرة في قلوب أهلها وهي لا تزال وردة نضرة في بداية عمرها...وألم صديقتي كان أشد لأنها بقيت تشعر بالذنب و أنها السبب بما حدث فلو لم توصلها أختها إلى الحفل لما حدث لها ما حدث...لكن كل شيء مقدر ...ومع هذا فلا زال هناك كثير من المتهورين يعربدون في الطرقات و يخالفون و يستفزون الآخرين ليكون مثلهم.
أتذكر شاب صغير سمعت بقصته و تأثرت جدا ...شاب في بداية العمر ويعمل في عمل بسيط غادر منزلة و هو الأب الحديث لطفلة لم تكمل الشهر...غادر مع زميل له لأنه لا يملك سيارة خاصة...وفي الطريق للعمل وبسبب تهور الزميل و سرعته صار لهم حادث رهيب و الضربة الأشد المباشرة كانت تجاه الشاب المسكين...نجا الزميل ولكن بقى الشاب يعاني في العناية المركزة حيث أن الضربة كانت إصابة بالغة بالدماغ و ظل أكثر من شهر يعاني من ارتعاشات و تشنجات إلى أن رحمه ربه فأخذه بجواره. ولماذا اذهب بعيدا و أنا بنفسي واجهت الموت!!! أي والله واجهته!!! كنت مع أخي و أخي "الله يهديه" مهووس بالسرعة...صحيح أني أحب السرعة مثله بس بعد ذلك اليوم حرمت!! فبعد أن نجونا بأعجوبة أحمد الله مليون مرة على السلامة...أخي كان يومها يملك سيارة قوية...وكنا بطريق مشهور انه طريق الموت والحوادث...لكن أخي لم يهتم فظل يطير بتلك السيارة..وأنا أقول له "أوكية السرعة حلوة بس خفف في هذا الطريق" ...وفجأة صارت مواجهة بيننا و بين سيارة قادمة من الطريق الأخر بدون مجال للتراجع وتوقعت أنها النهاية لا محالة فأخذت أردد الشهادتين...ولولا ستر الله لكنا الآن في عالم ثاني...ولا أظن أنهم كانوا سيجدون لنا أجسام في الحطام!... حتى جدتي لا تحب أن تذهب برفقة أخي الأصغر بسبب السرعة... لكن أظن انه خفف من هذا التهور بعد أن رأى بنفسه حوادث لناس يعرفهم...وعموما أنا لا اذهب معه... أفضل أخي الأخر أو أبي.
وبعدين سالفة من يستفزك لتسابقه في الطريق العام و تسرع لدرجة جنونية هذي غير معقولة...مرة أخي الأصغر تعرض لهذا الاستفزاز القذر من شلة شباب صايع ضايع لا شغله ولا عمله...وكنت يومها معه...شعرت بالرعب بصراحة وأنا أشعر أن السيارة تحلق...صحيح انه "غسلهم" وما لحقوه ...بس والله خفت نحن نغسل ونكفن بعدها!!
أتذكر عندما كنت طفلة حادث صار لنا بمسقط!!! نعم ...كنت تقريباً بعمر 9 سنوات ...وأتذكر جيداً ما حدث...رجل مع شاحنة ضخمة دخل و سد الطريق أمامنا و كانت الضربة قوية جدا...لكن لم أصب فيها...جدتي المسكينة أصيبت بالحادث...لكنها تعافت و لو انه ترك اثر فيها و ذكرى مؤلمة...والى الآن لا ادري لماذا قام سائق الشاحنة الأرعن بسد الطريق بشكل غريب و كأنه تعمد فعل ذلك؟!!!.... ألا يجب أن يكون هناك شارع خاص للشاحنات؟!!
قصص كثيرة لا أكاد أحصرها...وليس فقط الشباب فحتى الكبار حتى الأمهات و الآباء ذهبوا...مثل تلك الأم التي أرادت أن تذهب لترى ابنتها بالمدرسة بعد اتصال من المعلمة لها لتأتي لان ابنتها تبكي بشكل مستمر...خرجت الأم من البيت بسيارتها الخاصة و هي تحاول دخول الشارع أتت شاحنة بكل سرعتها لتطيح بها جانبا و تموت الأم في ساعتها...
أصبحت أسمع عن كثيرون ماتوا بسبب الحوادث...أكثرهم بسبب الحوادث و أكثرهم شباب صغار السن.
فإلى متى؟!!
مناسبة الحديث عن هذا أنه أعجبتني حركة قامت بها قناة دبي ... في نهاية نشرة الأخبار تستعرض تقارير عن الحوادث بعنوان "مجرم طريق"...تستعرض قصص مأساوية لشباب صغار و شابات ذهبوا بسبب حوادث الطريق..بسبب السرعة – التهور- المخالفات و تعدي الآخرين. الأكثر أنهم صاروا يرصدون من يخالف على طرقات دبي و يعرضون أرقام سياراتهم ويفضحونهم ليعتبروا. وفوق كذا وضعت شرطة دبي قوانين جديدة للمخالفين...قوانين شديدة أجدها رائعة لتأديب كل مخالف...ويا ريت تعمم على كل دول المجلس.
صرت أتابع و أرى...وهي حركة ممتازة لنشر الوعي والاتعاظ و لرصد المخالفين... أجدها مناسب لنا كلنا وخاصة في منطقة الخليج.
وقاكم الله شر الطريق...ومن يعربد على الطريق.
|
إيه والله .. دائماً أحذر أخي من الطريق لأن معظم شباب عمان يموتون في الحوادث .. تعرفين إن أغلب الحوادث للشباب بين عمر 18 -21؟
الله يحفظنا ومن نحب