جاء رمضان بعد فراق طويل...جاء يحمل البشرى والخيرات والرحمات
جاء يمنحنا فرص عظيمة لا تعوض لنبدأ من جديد ... لننقي النفوس... نزيد الحسنات (وما أقلها) و نمحو السيئات (وما أكثرها)!!
كل عام يأتي و أضع أنا جدول خاص أحاول به أن انظم وقتي و لا أدع لحظة تضيع من وقتي برمضان بدون استفادة.
أحيانا أنجح و أحيانا لا!
أحيانا الدنيا تشغلنا بأمور كثيرة و ربما تتدخل الظروف فتسهم في التشتيت و الضياع. لكني لا أيأس و من الآن أحاول أن أجهز نفسي نفسياً.
وأنا صغيرة لم أكن أدرك ما قيمة رمضان الفعلية...لكن المشاعر كان عظيمة و لا ادري كيف كنت أشعر بالسكينة و الأمن والطمأنينة في هذا الشهر.... كنت صغيرة لأعي قيمته ...لكن الروح تتشرب أجوائه العظيمة المليئة رحمة و سكينة و هدوء. كنت أصر أن أصوم مع الكبار ... كنت أزداد إصراراً لما أرى الطالبات بالمدرسة صائمات... كانت عائلتي تحاول خداعي بقولهم ...صومي بالمدرسة و لما ترجعي تناولي غدائك!! ):
الآن بدأت أشعر بقيمة رمضان و أعي هذه الأحاسيس الروحانية الدافئة التي تغمر أجوائه. للأسف كنت حتى عهد قريب لا أصل لتلك المرحلة من الفهم الحقيقي.... فقد تم تشويه و تمريغ صورة رمضان الحقيقية.
رمضان أصبح مرتبط بالأكلات التي لا تنتهي والتي لا تظهر إلا فيه. فنجد الإعلانات لم تعد تحترم قيمة رمضان فتربطه بكل شيء مهما كان سخيف لأجل المادة!
أكلات رمضانية.........تمام .........راح الريجيم و التخفيف....وبدال خسارة 20 كيلو راح نزيد 70 كيلو! :(
أكلات رمضان أغلبها مقالي و مليئة دهون و سعرات حرارية... والناس لا تكتفي بأكلة أو أكلتين ...بل تفرش المائدة أطباق كثيرة تحير الواحد ...وللأسف أن البعض لا يفعل هذا إلا لأجل التباهي و خاصة ربات البيوت ... فرغم أن عادة تبادل الأطباق و الأكلات جميلة لكن الهدف منها ليس بريء ... فكثيرات يرغبن أن يتباهين أنهن خبيرات و متفننات في إعداد الكثير من الأطباق والأكلات ... نكاية و تحدي لجاراتهن... و بالنهاية أغلب الطعام يرمى بالزبالة... حرام والله حرام.
وإن كانت شياطين الجن تصفد و تحبس طوال الشهر ....فما الحل مع شياطين الإنس؟!!!
شياطين الإنس يكدون و يسابقون الزمن لتقديم أقبح و أفسد الأطباق من المسلسلات و البرامج العديمة الفائدة. وهي لا تعد و لا تحصى.
كنت أتابع سابقاً .... الآن رحمني ربي فلم يعد التلفاز يهمني ... لا المسلسلات و لا غيرها.... بل صرت أتعجب كيف كنا نتابع تلك المهازل والمفطرات الخبيثة؟!
ما يزيد الضيق أن الكل يمشي بنفس التيار السائد.... وكل القنوات صارت تبث حصرياً وحصرياً في رمضان. صار رمضان سوق شعبي لكل منتج قذر.
ما يزيد الضيق و القرف أن نرى و نسمع عن مسلسلات خليجية قبيحة تشوه صورة الخليجي بشكل متعمد... لم أتابعها و لكن ما قرأته عنها أثار قرفي ... هذا بجانب الصراخ و البكاء و كأن كل ما نراه من مصائب لا يكفي لتكملها مسلسلات النواح و التولويل. وكأن حياة الخليجيين كلها مصائب و بلاوي سوداء وعويل... لماذا تبرزون جانب سوداوي قبيح مظلم للخليجي و هناك نماذج رائعة تشع و تستحق أن يتم تقديمها لتكون نموذج و قدوة؟!!
عاااااااااد المسلسلات العربية الأخرى فحدث و لا حرج.... رقصني يا جدع!
في نقاش مع إخواني وجدنا أننا ربما الوحيدون اللي ما نتابع المسلسلات والتلفاز عموماً بشكل كبير في رمضان.... الأغلبية إن لم يكن الكل متابعين لكل ما يعرض.... بل البعض ينظم وقته حسب البرامج والمسلسلات!! وعندما يسألني أحد هل شاهدتي كذا و كذا....أو هل لاحظتي كذا...أرد أننا لا نضيع الوقت نتابع كل ما هب و دب يطلع. غالباً ردودي تربك الشخص الأخر و تظهره بمظهر الساذج....لهذا أبين لهم أننا نشاهد لكن بشكل محدود جداً ...يعني الأشياء التي ممكن أن نعتبرها في حدود المعقول و لا تضيع الوقت. مثلاً نحب (طاش ما طاش)...أغلب حلقاتهم جيدة هادفة ممتعة و محترمة!!!
كما أن هناك قنوات أحبها و احترمها...اقرأ ....الرسالة .... هدى و غيرها من القنوات الدينية التي تستحق أن تكون هي موردنا في كل الشهور و ليس في رمضان فقط...
فوق هذا ....سمعت عن أمور عجيبة غريبة منها الخيم الرمضانية وما بها من أمور و منكرات تذهل كل عاقل...ما هذا الكلام؟؟؟ ألا يكفي كل هذا التدنيس لرمضان و قيمة رمضان... كيف تتنزل علينا رحمات الله و هناك من هم بهذه السفاهة و الانحدار؟!!
بل أشعر بالأسى لمن يتجاوز كل الحدود و الآداب و الاحترام ليجاهر بالمعاصي نهاراً جهاراً... سمعت و قرأت و الله يستر على عبادة.
أمر أخر... هل رمضان يسبب الخمول و الكسل؟!! هناك من تعود أن يأخذ إجازته في رمضان!! .... مثل صديقة تعمل في شركة و تأخذ إجازتها في رمضان ...فتمضي شهر إجازتها في رمضان.... لم اسألها لماذا؟! ... لكني أعرفها جيداً فهي ليست من النوع الكسول... بل شعلة نشاط ... وهذا ما يزيد استغرابي!!
أجمل حاجة أغبط عليها بعض الناس أنهم يحرصون على الذهاب إلى مكة في رمضان و خاصة أواخر رمضان.... ما أجمل رمضان و الأجمل أن يكون في أطهر بقعة بالعالم.... قلبي يخفق لرؤية الناس هناك مجتمعين للصلاة و الذكر و العبادة... شعور رائع ينتابني لرؤيتهم بآلاف صفاً واحداً. عسى يا رب أكون معهم في القريب العاجل.
'*_____*'
رمــــضـــان كــــريـــــم
:)
أنا من المقلة جداً في متابعة المسلسلات في رمضان
أي برنامج لطارق السويدان أتابعه
أيضاً البرنامج لحمزة يوسف راح أتابعه
و أحمد شقيري في قناة الرسالة
بوست جميل
دائماً تكتبين بعفوية
ما شاء الله عليك