تواصلت مع صديقة كنت أنوي زيارتها بمقر عملها فقالت لي أنها أخذت أجازة... وأسرت لي بحزن: لقد أصبت بزكام بسبب خروجي لتيار هواء بارد ... الآن الناس هناك تخافني وتظن أني التقطت عدوى الفيروس الجديد!!! خففت عنها قائلة لها أن لا تلوم الآخرين لأنهم الآن في حالة من التوجس والخوف الشديد وأي شيء يشككهم ويرهبهم... ثم مازحتها لأخفف عنها وقلت: خذيها فرصة ترتاحي شوي من العمل!!
التقيت قبل أسبوع صديقات وزميلات لم ألتقي بهن من فترة... توقعت بديهياً أننا سنكتفي بسلام وحتى مصافحة ... هناك من كانت على وعي ودراية واكتفيت بسلام ومصافحة ولكن هناك من لم تكتفي بهذا وأغرقتني بالعناق والقبلات ... كله بحجة "مشتاقين لك" !!!! ... أخذني الخجل والحياء أن أقول لهن: لندع المحبة والشوق بالقلب ولنأخذ حذرنا!!!
تعودت منذ العام الماضي على حمل معقم فوري بحقيبتي .... وكنت غالباً ما استخدمه ... الآن لا يزال المعقم رفيقي..... ولكن....أصبح نادراً ما استخدمه!!!!!!!!!
الناس لم تكن تهتم بأمر المعقمات قبل الآن... لربما من حسن حظ التجار أصبح التهافت عليه شديد... طلبت من والدي معقم جديد صغير أحمله بحقيبتي ... فعاد يحمل لي معقمات ضخمة مع كيس محارم معقمة !!! ثم قال: لم أجد الصغير... فأحضرت لك هذا...!!!
مواااااااجهة مريضة بالفيروس... أجل وجهاً لوجه... سمعت أنها مرضت فجأة وعرفت لاحقا أنها أصيبت ولا ندري كيف وصل لها المرض... ثم أتت تزورنا بعد فترة... مع شكوكي وتوجسي من زياراتها المفاجئة لكني أعترف أني أشفقت عليها... لعل الناس أصبحوا يتجنبونها!!! تأملت فيها لما أتت ولم أتهرب منها... كان ظاهر بوضوح أنها تتنفس بصعوبة ومكابدة... مسكينة!!! تبدو متعبه وخسرت وزن والوهن والإعياء ظاهر عليها... فكرت طويلا لماذا لم تلتزم بيتها إلى أن تتعافى كلياً من المرض... لماذا بدأت زياراتها بعد خروجها من المستشفى؟؟!!!
المفترض أن تفهم وتعي خطورة الموقف ...فربما تنتقل العدوى لمريض أو امرأة حامل أو من ليس لدية مناعة أو من لدية مرض الربو... يجب مراعاة الآخرين وأن نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا...!!!
الآن بدأت المدارس تعود ... طلاب الثانوي عادوا لمدارسهم... وسيلحقهم باقي الصفوف... ما مدى الاستعدادات لهذا؟؟؟ أليس من المفترض أن تضع كل مدرسة قاعدة بيانات إلكترونية للطلاب... تضم معلومات كل طالب مع مناعته ومشاكله الصحية ليتم الانتباه لوضع الطلاب الأكثر عرضة للخطر... ولرصد الحالات بسرعة ومعالجتها وضمان عدم انتشارها.
أحياناً يخيم صمت وهدوء مخيف عن المرض وأخباره وسط المجتمع... هذا وحدة يكون مرتع لتزايد الإشاعات والقيل والقال عن حالات ووفيات و...و... !!! وتضيع عندها المصداقية والشفافية!!!!
حاولت تصنيف نفسي ...هل أنا من النوع اللامبالي المبالي أو المصاب برهاب الخوف من العدوى.... وجدت نفسي أتأرجح صعوداً ونزولاً ما بين الجميع!!!!... مرة أبالي ومرة أتجاهل ولا أهتم .. ومرة أصاب بتوجس وقلق غريب....
بالنهاية نحمد الله على نعمة الصحة والعافية... كل شيء مكتوب ولكن الحذر مطلوب وواجب!!!