*******
لماذا نحن العرب لنا هذه الطبيعة الهوجاء السخيفة كالإعصار العشوائي تقتلع وتدمر بلا طائل!!!
أجل...لقد استفززت كثيرون بهذه النقطة ....
بصدق احترم أي مفكر فكر وتأمل ودرس ... ثم ترك الإسلام؟؟؟
!!!!؟؟؟!!!!
أقول هذا لسبب بسيط جداً :
إذا كان هو مفكر متأمل ومتعمق ودارس حقاً وبكل جدية وبلا رياء وتصنع ... فلا بأس!!! سيعود هذا الحمل التائه لسياج الأمان والاطمئنان .... سيعود بقوة وقناعة أكبر أشد وأعمق.
قرأت مرة عن قصة عالم ومفكر إسلامي ... تعمق بالعلم والإسلام والأديان والإيمان
تشتت ضاع و.... ترك الإسلام !!! ثم .... ألحد!!!
ولكن ما لبث أن عاد للإسلام بقوة أكبر وإيمان وعزيمة أشد من قبل.
مشكلتنا أننا عطلنا عمل العقل والدماغ.
فالإسلام - بخلاف المسيحية مثلاً - يقر ويصر على الإنسان التعلم والعلم ويحثه على السعي والبحث.
هذا أكبر دليل على ثبات ديننا وعظمته وقوته لان ببحث الإنسان وازدياد معارفه وعلمه يزداد إدراكه ووعيه أن ديننا الإسلامي هو وحي الله ... من عند عالم الغيب والشهادة...
في حين أن المسيحية وبتحكم رجال الدين كانوا يحضرون ويمنعون على إي إنسان بذل الفكر والتأمل والسعي للمعرفة
والسبب واضح... فهذا سيفتح لهم آفاق أوسع وأرحب ليصلوا للحقائق ويكتشفوا معها زيف ما يتعلمون بأيد رجال دينهم.
كنت ولا أزال أحب متابعة قصص إسلام غير المسلمين ... فهم فعلا من يدركون عظمة الدين الإسلامي وقوته ... هم من يبجلونه ويتباركون به ولا يضيعون ثانية بعد إسلامهم في الاستزادة منه والنهل من فيضه.... بينما نحن المسلمون أو ممن يحملون لقب "مسلمين" ... نمضي عابثين لاهيين لا ندري ما نفعل... قد فقدنا الإحساس وجمدنا المشاعر ولم نعد نعي ونهتم بشيء... ولم تعد تهزنا المناظر الوحشية والإبادات الجماعية ولا استغاثات إخواننا ولا تدنيس مقدساتنا...
صرنا طائفيين عنصريين قبليين ... تسيطر علينا الماديات وتطغى علينا الشكليات.
سأخبركم عن صديق أمريكي مسيحي متمسك بدينه بشكل خيالي...كنا دائما ندخل بنقاشات وحوارات لا تنتهي ولا نزال .... ولكن حوارتنا الآن عن الإسلام غالباً لأنه ترك المسحية وتخلى عنها رغم تشدده وتطرفه السابق فيها!!!... ترك المسيحية و.... ألحد!!!
كان متردد في إخباري ولكنه تشجع يومها وصارحني!!!
تأكدت لاحقاً من سبب تأخره إبلاغي بقراره وبما فعله... حيث قال أن ردة فعل أصدقائه من المسيحيين أحبطته وأزعجته فكلهم أجمعهم ثاروا عليه وكالوا له السباب والشتائم وقالوا انه سيحترق بنار جهنم (وما أشبههم بنا نحن العرب!!!) !!
الحمد لله أني لم أتهور والتزمت الهدوء والسكينة ... وناقشته بهدوء وتفهم ووعي... صرحت بوضوح أن الإسلام يقر مبدأ البحث والعلم والسعي ولا ينكر عليه أن يسعى ويبحث (لأني أدرك أن هذه بداية طريقه للوصول للحق... كما فعلها بروفيسور أمريكي ألحد وبعدها أسلم!!).
فتح أخي الأمريكي قلبه وأرسل لي أيميل أشبه بمقال جريدة ... قال انه درس كل الأديان تقريبا وراح يعدد لي مجموعة حتى الوثنية منها... وحلل الجميع وأدرك أن الأديان السماوية هي الأقرب والأصح ودخل في تحليل أعمق بشأنها...اليهودية والمسيحية والإسلام... ليدرك أن التوحيد فقط موجود (بالإسلام) بشكل قاااطع ...اعترف اعترافات رائعة ....
أخيرا عاد وأتخذ الحيادية بلا تعصب وتحيز وانقشعت الغمائم من أمام عينيه ... ليس كلها... لا تزال بعضها تغطي مساحات... فهو لا زال غير مقتنع بالإسلام... لكنه على الدرب الصحيح....وسيصل للإسلام... أدعو ربي له بالهدايه.
في أخر حوار بيننا وكان قبل أسبوعين ... شعرت به يلين نحو الإسلام وبدأ يسأل بشكل حذر وخجول... وغير مباشر ... أحاول جهدي وبشكل شخصي متواضع بسيط لا متعمق بالدين أن اشرح له ما يجول بخاطره ... وقد أشاركه مشاعري الخاصة فيتحمس لها.
ولكني بحذر لا أريد الدخول معه بنقاشات أعمق في الإلحاد واثبات وجود الله له لأني لم أقرا ما يكفي عن الأمر ومعلوماتي بسيطة سطحية لأناقش بها شاب أمريكي مندفع أمضى 4 سنوات في دراسة الأديان كلها وبكل تعمق!!!!
ردة فعل صديقاتي: عندما أخبرت صديقاتي أن صديقي وأخي المسيحي الأمريكي ألــــحد.... ثارت ثائرتهن عليه!!!
آلهــــي!! أحمد الله انه لم يعرف ولم يشهد هذا الهياج ضده... ومع شرحي لهن نظرتي وتأملي أن هذا طريق سيقوده للهدايه بإذن الله...إلا أن أغلبهن لم يقتنعن!!!
*** لماذا ننكر على الآخرين البحث والسعي ؟؟؟
لماذا لا نتعلم منهم البحث الحيادي الصادق والتوكل على الله لنجد طريقنا ونعزز إيماننا؟؟؟!!!
هذا ما نعاني منه بالفعل :(
...
متابع دائم لهذه السماء
ومترقب لهطولها