لا أدري كيف أصف الأمر؟؟؟ لنأخذ مثلاً .... ثقافة الاعتذار!! لماذا نجد صعوبة في قول نحن آسفون أو أننا تسرعنا أو أننا خجلون من ردة فعلنا وتهورنا وإساءة حكمنا؟؟؟ ليس الأمر مقصور على الاعتذار بل يشمل أغلب مشاعرنا؟؟؟
حتى ثقافة الحب والتعبير عنه... نخجل منها!!!!! ((متى أخر مرة قلت لأبيك أو أمك أنا أحبكم؟؟؟ ومتى أخر مرة قال لك أبوك أو أمك أنهم يحبونك؟؟؟)) لا أدري ما يمنعنا من التعبير عن هذا الحب بالكلام... لكننا - قطعاً- نعبر عنه بالأفعال والتصرفات!! انظر لهلع والديك عليك لو غبت أو تأذيت ... راقب سهرهم عليك ومتابعتهم لك ... حتى ولو كبرت وصرت مسئول عن نفسك... تظل شغلهم ومحط اهتمامهم. كثير من التصرفات لها دلائلها ومعانيها... حتى الملامح والتعبيرات والنظرات والهمسات والابتسامات ... كلها تحمل رسائل ومعاني للطرف الأخر.
*** تخيل أن من تحبه حب عميق دفين وقف أمامك فجأة .... لن تتصور شكلك كيف سيكون؟؟؟ كله سيترجم جلياً واضحاً في ردة فعلك وانفعالك ونظراتك وخجلك وحيائك وتوترك وارتباكك وتلعثمك وارتجافك وربما تعثرك!!! ... لكن قد تجد صعوبة شديدة في القول والبوح بما يحمله قلبك وصدرك اتجاه الأخر من مشاعر ود صادقة!!! ولو حدث وانكشفت مشاعرك ... قد تشعر انك أصبحت مفضوح مكشوف بلا ستر ولا غطاء ... تمشي وقد تكشفت للأعين التي قد تتوهم نفسك أنها تلاحقك وتتابعك وترصد تصرفاتك!!!
أبقى أفكر لماذا نحن نرفض التعبير عن مشاعرنا؟؟ وقد نعتبرها "عيب وانتقاص للمكانة والهيبة"... في حين لو رجعنا لسيرة المصطفى صلى الله علية وسلم... لرأينا بوضوح أنه عبر عن مشاعره بلا تحفظ وبكل صراحة ... عبر عن حبه لــ أم المؤمنين عائشة بالاسم أمام الجميع... وكان يتذكر السيدة خديجة كثيراً ويتحدث عنها ... بل ويبر صديقاتها ويسترجع ذكرياته معها أمام الملأ... وكان صلى الله عليه وسلم حريص على إظهار ما يقول ويشعر بالأفعال والتصرفات...
أتسأل كثيراً ما الأجمل.... أن تبوح بما في صدرك ...أم... تترجم ما تشعر به من مشاعر بأفعال وتصرفات تحمل المعنى والرسالة...؟؟؟
|
موضوع جيد اختي يستحق التطرق إليه. فمن مشاكل مجتمعاتنا هذه الأيام هو الكبت للمشاعر الذي يحصل داخل البيوت . فأصبح نادر حتى أن نسمع كلمة حب داخل بيوتنا. وهذا له رد فعلي سلبي وخصوصا لدى بناتنا واولادنا. لماذا لا يقوم الأخ بتذكر أخته بكلمة حب أو حتى ارسال بطاقة لها . والأخت بالمثل ،تصرفات الأباء والأمهات أيضا. المسألة صارت صعبة حيث اختفت الكثير من هذه المشاعر في ايامنا وأصبح الأبن والبنت يتجهون للخارج بحث عن كلمة حب وخوفنا من استغلالهم من بعض ضعاف النفوس .
استهللت بالكتابة. تعليق طويل ربما الأمر يحتاج لكتابة تدوينة اخرى.
دمتٍ بود اختي