(السجيــــنة)

مضى وقت طوووويل كل مرة أفكر أكتب أنشغل ويكون عندي ارتباطات... أو ربما لا أجد الرغبة بالجلوس أمام الكمبيوتر!! عموماً كما توقعت تماماً ... شدتني الرواية أو الكتاب الذي بدأت به ... (السجبينة) للراوية مليكه أوفقير والصحفية ميشيل فيتوسي ... خلال يومين أو ثلاثة أنهيته بشغف شديد ... بل لا زالت القصة مجسدة في خيالي وكأني عشتها مع مليكه ... لم أكن أعرف مليكه ولا الجنرال محمد أوفقير ... معلوماتي تكاد تكون معدومة بالشؤون الداخلية بالمغرب ... ولهذا لم أعرف من هي مليكة أو والدها وحكايته ... لكني عشته واقع بالقصة ... قصة تكاد تكون أحد قصص الخيال ... رسمت بخيالي صور للجميع ولكني بعد أن أنهيت القصة وذهبت أبحث في جوجل عن مليكه رأيت صورتها الحقيقية ونوعا ما تلاشت الصورة المتخيلة ... وجدت أن هناك من يشك بمبالغة القاصة للحكاية... يبقى أنها عاشت الكثير وعانت الكثير ... ولا أكاد أصدق أن كل هذا يمكن أن يحدث في عالمنا... 20 سنة حجز وعزله عن العالم ... سواء كانت أحداث قصتها مبالغ فيها أو لا ... استطاعت مليكه أن تحبس أنفاسنا معها وخاصة عند هروبها هي و رؤوف وماريا وعبد اللطيف وخوفها أن تقع بيد الشرطة والملاحقين ومن ثم خذلان الأصحاب لها ورفضهم مساعدتها (ربما غضبت جداً مثلها ولكني بعد تفكير لا ألومهم فهم خائفون من التورط والوقوع بمشاكل ... فلا أدري لو كنت مكانهم ماذا قد أفعل ؟؟؟ هل أتخلى أم أساعد؟.؟؟) ... حتى أن منظرها وهي تحفر النفق للهروب ولحظة خروجها من النفق وعدم استطاعتها أن تخرج ثم دفع نفسها خارجا وتمزق جلدها تجسد أمامي وكأنني كنت معها! رهيب الكتاب ولا أدري كيف شعرت بمليكه وكأنني هي وكأنني أعيش حياتها ومعاناتها بدءاً من افتراقها عن أمها وعيشها مع بنت الملك والعيش بالقصور وحتى ملاقاتها الفرنسي إريك والتي كانت تحول جميل بحياتها لتبدأ صفحة كلها حياة وتفاؤل وأمل ما أحزنني عدم تمسكهم بدينهم وتصريحها أن الإسلام لم يكن له فائدة لهم ...فاختاروا المسيحية الكاثوليكية. عموماً الكتاب فعلا يأخذك لعالم أخر ... يدعوك للتأمل وعيش لحظات الفرح الصدمة الألم الحزن القهر والعذاب ... تجد فيه كل معاني المعاناة الإنسانية مع التشبث بالحياة والتحدي للبقاء.

(منـزل في شـارع الأمـــــــــل) أيضا قرأت رواية (منزل في شارع الأمل) للكاتبة دانيال ستيل كنت قد اشتريته من باب الفضول... رواية جيدة وأحداثها تلامس الواقع والمشاعر الإنسانية... ليز وجاك زوجان محبان متفانيان يملكان مكتب محاماة ناجح جداً ...يديره جاك المتمرس المحترف القوي الواثق من كسب قضاياه... لديهم 5 أطفال رائعين ... بيتر ميغان راشيل آني جايمي. الأحداث القاسية تبدأ بطلب الموكله أماندا المساعدة من المحاميان لتجبر زوجها القاسي الصرف عليها وعلى أولادها بدل تبديدها على ملذاته وأهوائه ... ليز كانت متوجسة من الرجل ومن الضغط عليه وما قد يسببه... جاك لم يصدق مخاوفها ... وفعلا كسب القضية وخرج الزوج غاضبا ... ليتحقق ما خافته ليز ... في ذلك اليوم وكان يوم عيد... قتل الزوج أماندا أمام أطفالهم وحبس الأطفال مع جثة أمهم في غرفه وذهب يتربص بجاك وانتهز فرصة خروجه من البيت للمكتب لجلب بعض الأوراق ليواجهه ويقتله ويقتل نفسه! الصدمة شلت ليز والأولاد... حاولت ليز بكل ما أوتيت من قوة أن تتغلب على أحزانها وخسارة زوجها المحب الذي قضت معه 19 سنة. تسهب الكاتبة في تفاصيل كل ما يواجه ليز وكيف تمكنت من التوفيق ما بين عملها والعودة للمكتب بدون جاك وبين مراعاة أولادها ومسؤوليتها اتجاههم ومراعاتهم.... ثم يدخل بيل الطبيب المتمرس المحترف حياة ليز بعد حادثة ابنها البكر بيتر ... ليز تحدث انطباع مؤثر في بيل من خلال حبها وتفانيها لأولادها ...في حين هو قاسى من تجربة زواج فاشلة لم يكررها ليعيش وحيداً ... يحدث تقارب ويحدث صراع في قلب ليز ما بين الوفاء لزوجها الراحل وعاطفتها اتجاه بيل ونفور ابنتها ميغان والبنات من فكرة وجود رجل جديد بحياتهم بعد أبيهم.... وما أن تقع في حبه ويصارحها برغبته الزواج بها ... حتى تنصدم من جديد بابتعاد بيل ورفضه الإكمال بعد تصرفات ميغان واستفزازها له... صدمة قوية ... لا أدري لماذا شعرت في هذا الجزء بالألم معها واستفزني كلام بيل... قد أعطاها أمل و صارحها أنه قادر على الإكمال وسيكون بجوارها... عاشت من جديد وقت عصيب لأنها أحبت هذا الرجل بصدق ورغبت أن تعيش من جديد حياتها ... لكنه تخلى وغادر ولم يعد لها ولم يعد تصل... بعد شهر حدث للصغير جايمي حادث حيث سقط وهو يعلق الزينة بشجرة العيد وكسرت يده. من جديد التقى بيل وليز ... وساعد جايمي الصغير على تلطيف الأجواء وفتح المجال من جديد للصراحة ولتقارب... فقد عاد بيل باليوم التالي لمنزل ليز معتذراً لتصرفه وقله صبره وعاهدها على البقاء... وتقبل الأولاد له وخاصة ميغان التي ابتسمت له.
يبقى أن السجينة أسرتني بشكل لا يمكن تصوره وعشت مراحل ومشاعر كثيرة خلالها.
لا ادري إذا كنت سأبدأ بالرواية التي وضعتها على سريري... ربما إذا شدتني أو استبدلها بكتاب أخر من مجموعتي الجديدة.
|
You made some respectable points there. I appeared on the web for the issue and located most individuals will
go together with with your website.
My page - spain womens rights current events